يرتكز إطلاق برنامج ماجستير الأنظمة الذكية على إيماننا بحتمية استجابة جامعاتنا للتطورات العالمية المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة والمتجلية بانتشار الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في كل مناحي الحياة وما يشكله ذلك من فرص اقتصادية وتنموية ورفاهية وتشغيلية. يعتمد البرنامج رؤية أن الأنظمة الذكية تشكل مجالا أكاديميا خاصا ويتفرع منه تخصصات مختلفة سميناها هنا مسارات. سيبدأ البرنامج بمسارين إثنين هما مسار "علم البيانات" ومسار "أنظمة الروبوتات الذكية".
تشترك المسارات بمساقات أساسية حيث يشكل مساقا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة القمة. ونظرا لملامسة الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية لحياة الناس بشكل متسارع فقد تم تخصيص مساق يناقش الجوانب الأخلاقية والقانونية والمجتمعية لتلك الأنظمة مما يساهم في تخريج متعلمين واعيين ومتنورين. ونظرا لان الكثير من الأنظمة الذكية وخوارزمياتها يحاكي الذكاء الطبيعي (الإنساني والحيوي) فقد تم تصميم مساق خاص سيمنح المتعلمين المعرفة الأساسية والحساسية الكافية للتمييز بين الطبيعي والاصطناعي.
يغطي مسار علم البيانات التوجهات الحديثة في موضوعات البيانات الضخمة بما يشمل تمثيلها وتحليلها والتعامل مع التطبيقات والأدوات الخاصة بتحليلها، بالإضافة إلى تنقيب البيانات بهدف استرجاع المعلومات من البيانات النصية والبيانات المتوفرة على وسائط أخرى كالصور والفيديوهات. كما يغطي المسار مفاهيم و خوارزميات عرض البيانات وبرمجتها واستخدام التطبيقات والتقنيات الخاصة بها، وكذلك معالجة اللغات الطبيعية وبرمجة الخوارزميات الخاصة بها بما يتيح إمكانية التواصل اللغوي الطبيعي بين الإنسان والآلة. من الجدير بالذكر أن المسار يعالج علم البيانات من منظور الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وكذلك من المنظور الإحصائي.
يغطي مسار "أنظمة الروبوتات الذكية" الروبوتات الصناعية الثابتة والروبوتات الأرضية المتحركة وتلك الطائرة. ويتعمق بتناول مسائل الديناميكا والتصميم والتحكم، إضافة الى تطبيق الخوارزميات الذكية في تفاعل الانسان مع الروبوتات وما يؤهل هذه الروبوتات من الحركة والعمل بشكل ذاتي في بيئات طبيعية واصطناعية. وأخيرا فان هذا المسار يقود الى التمكن من المساهمة في تطوير السيارات لتصبح ذاتية القيادة.